بســـــــــم الله الرحمـــــــــن الرحيـــــــــــم

13‏/2‏/2014

قلوب وعيون

انتهيت من محاضراتى مبكرًا يومها ركبت (الميكروباص \ المشـروع), كان به عدد قليل من الركاب, جلسـت بجوار النافذة أتأمل الطريق والناس كعادتى, لم يكن يشــغلنى أى أمر وقتها إلى أن ركبت تلك الفتاة وأمها.
كانت أمها تمسـك بيدها ســاعدتها فى الصعود متحدثة إليها " ارفعى رجلك وخلى بالك راسك " دخلتا إلى الميكروباص وثانية نبهت الأم الفتاة قائلة " اتحركى شوية فيه كرسى اقعدى " كان الأمر قد اتضح للجميع فهذه الفتاة كفيفة.
جلســت فى هدوء وحذر..كانت صغيرة ترتدى ملابس جميلة وقد اهتمت بها والدتها...لم أطيل النظر إليهما أكثر وعاودت النظر من جديد إلى النافذة..ولكن هذه المرة شـغلنى أمر واحترت فيه بشــدة.
قد لا ندرك مدى الصعوبات التى تواجهها هذه الفتاة ومن مثلها أو أسـر هؤلاء فى حياتهم..ولكن السـؤال الذى حيرنى أيهما حياته أصعب ؟؟؟!!!
الفتاة التى لا ترى الدنيا من حولها...أم الأم التى ترى ابنتها تعانى؟؟؟!!!
مما لاشك فيه أن كلاهما يعانى فى حياته...وأن الابتلاء لحكمة أرادها الله عز وجل والابتلاءات دليل حب الله للعبد إما أن يكفر عنه ذنوبه أو يختبر صبره وحمده على حاله يسـر أو عسـر كان.
هذه الفتاة وغيرها ممن يبصرون بحواســهم الأخرى أحيانًا كثيرة يجعلوك تشــعر بأنك أنت الكفيف ليس هم...بسبب إصرارهم وعزيمتهم فى طلب العلم أو الســعى والعمل...أو فى حمدهم لنعم الله وهم حرموا من واحدة من أثمن وأغلى النعم إلا أنهم يشــعرون بالرضا..والرضا يعنى السـعادة فى كل وقت.
هم مثال للتحدى والصبر...وكلى يقين بأن الله يثبت هؤلاء وينزل عليهم من رحمته ورزقه الواسـع...وأدعو الله لهم بأن يسـعدهم فى حياتهم جميعًا.... والجدير بالذكر أن أكثرهم يكونون من حفظة كتاب الله :)
وهذا الشـرف والتكريم يغنى عن الدنيا وما بها.

وأخيرًا ليس لأنك ترى وتشـاهد هذا يعنى أنك تبصر فالابصار الحقيقى ليس بالعين...وإنما بالقلب كما فى قوله تعالى...

" فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَـاكِن تَعْمَىا الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ " [الحج: 46] 
ومن خواطر الشـيخ الشــعراوى رحمه الله حول هذه الآية...
فعمي الأبصار شيء هيِّن، إذا ما قِيسَ بعمى القلوب؛ لأن الإنسان إذا فقد رؤية البصر يمكنه أنْ يسمع، وأنْ يُعمل عقله، وأنْ يهتدي، ومَا لا يراه يمكن أنْ يخبره به غيره، ويَصِفه له وَصْفا دقيقاً وكأنه يراه، لكن ما العمل إذا عَميَتْ القلوب، والأنظار مبصرة؟
وإذا كان لعمى الأبصار بديل وعِوَض، فما البديل إذا عَمي القلب؟ الأعمى يحاول أنْ يتحسَّس طريقه، فإنْ عجز قال لك: خُذْ بيدي، أما أعمى القلب فماذا يفعل؟
ولازلت لا أعرف إاجابة ســؤالى أيهما أصعب ؟؟؟!!!
ولا يهم أن أعرف الإجابة بقدر ما هو مهم أن أتأكد أننى أبصر بقلبى كما أرى بعينى والحمدلله.

9‏/2‏/2014

الفرق كبير

لا تتعجل بالبكاء أمامهم...وتأكد أولاً...
هل يوجع قلوبهم حزنك ؟
أم يزعجهم صوت بكائك ؟؟؟!!!
  فالفرق كبير.


4‏/2‏/2014

الحلم القديم "غرناطة "



" تأخرت النجدة...تأخرت...ولكنها قادمة من أهلنا فى مصر والشـام والمغرب... سيأتون بأمر الله وإرادته... وإن لم يأتوا؟! "

" سـقطت غرناطة يا حسـن ولكن من يدرى قد تعود على يديك بسـيفك، أو قد تكتب حكايتها وتسـجل أعلامها. "

" لم تكن أحلامه قد تخلت عنه فكيف يتخلى هو عنها؟! "

 اقتباسات من رواية "ثلاثية غرناظة" للكاتبة "رضوى عاشـور"


حلم قديم...تتوارثه الأجيال...فمتى يتحقق؟؟؟!!!
حلم يســعى الكثيرون إلى قتله وتناسـيه...بالعبث والافسـاد..؟
ويســعى آخرون لتحقيقه بالعلم والنهوض بالأمم...
سـأعلم أبنائى حب بلاد المســلمين جميعًا...التى ضـاعت والتى تضيع الآن...
على أمل أن يكون أحدًا منهم سـببًا فى اســـتردادها يومًا.