عادت للمنزل بعد يوم عمل مرهق تزاحم فيه ضغط العمل مع مشاجرات الزملاء... كانت تشعر بالضيق وربما بالحزن.
دخلت البيت محاولةً ترك تلك المشاعر خارجه ولكنها كعادتها تنجح في ذلك بعض الوقت ثم تتذكر كل ما كان وتحتاج إلي أحد تفرغ إليه شحنتها من تلك المشاعر المختلطة.
قبل شهرين كانت أمها هي من تستقبلها بأخبارها ومشاكلها وتستمع إليها وتحتوي كل ما فيها.
الآن هي في بيتها... تعلم أنه ينتظرها... ينتظرها هي فقط دون عملها.
وقد أصبح الأمر مختلفاً فهو ليس كأمها... ولا تريد أن تثقل كاهله بحكاويها... رغم احتياجها لذلك إلا أنها آثرت الصمت.
أخذت نفساً عميقاً وابتسمت وما إن فتحت باب الغرفة حتي وجدته يقف منتظراً باسماً مقدماً إياها كوب عصير البرتقال الطازج من صنع يديه.
كان العصير لذيذ الطعم، استشعرت معه الحب والحنان والأمان... ،
كان مشروباً سحرياً أنساها كل ما كان... ،
انتهت منه وانتهي معه شعورها بالضيق... ، وأصبحت ابتسامتها أكثر صدقاً... وانطلقت معه في حديث يملأه الحب والاطمئنان...
وربما قصت عليه بعض الأحداث ولكن بهدوء وراحة.... لم يأخذ الحديث عن العمل سوي دقائق عابرة... ربما لو ظلت صامتة لكان حديثها جافياً وبقيت متوترة تكتم ضيقها وتخفيه.
قد يكون الفصل بين الحياة العملية والحياة الشخصية أمراً هاماً يحفظ للبيوت هدوءها وسكينتها... ولكن ما لم يكن الشخص قادراً على ذلك فعليه أن يشرح الأمر لشريكه... يوضح له أنه قد مر بيوم صعب... يجعله يدرك أن ردود أفعاله ومشاعره ناتجة عن مواقف مر بها خارج المنزل ويحتاج أن يتكلم عنها حتي يهدأ... وحتي يتسني له أن يبدأ يوماً جديداً داخل منزله مع رفيق حياته...
هذا أفضل بكثير من الإدعاء بأن كل شيء علي ما يرام...
هي لحظات استماع يهون بها كل منا علي الآخر ثم نلقي بكل ما كان وراء ظهورنا لنبدأ يومنا الحقيقي سويا.
هذا أفضل بكثير من الإدعاء بأن كل شيء علي ما يرام...
هي لحظات استماع يهون بها كل منا علي الآخر ثم نلقي بكل ما كان وراء ظهورنا لنبدأ يومنا الحقيقي سويا.
ذلك الفعل الطيب البسيط في مادته الثمين في قيمته أسعد يومها...
كأنه يقول لها أيا كان يومك فلا بأس أنا هنا...
أنصت إليك... أضمك إلي فتطمئني... لا بأس.