بســـــــــم الله الرحمـــــــــن الرحيـــــــــــم

16‏/12‏/2018

المشروب السحري ~

عادت للمنزل بعد يوم عمل مرهق تزاحم فيه ضغط العمل مع مشاجرات الزملاء... كانت تشعر بالضيق وربما بالحزن.
دخلت البيت محاولةً ترك تلك المشاعر خارجه ولكنها كعادتها تنجح في ذلك بعض الوقت ثم تتذكر كل ما كان وتحتاج إلي أحد تفرغ إليه شحنتها من تلك المشاعر المختلطة.


قبل شهرين كانت أمها هي من تستقبلها بأخبارها ومشاكلها وتستمع إليها وتحتوي كل ما فيها.
الآن هي في بيتها... تعلم أنه ينتظرها... ينتظرها هي فقط دون عملها.
وقد أصبح الأمر مختلفاً فهو ليس كأمها... ولا تريد أن تثقل كاهله بحكاويها... رغم احتياجها لذلك إلا أنها آثرت الصمت.
أخذت نفساً عميقاً  وابتسمت وما إن فتحت باب الغرفة حتي وجدته يقف منتظراً باسماً مقدماً إياها كوب عصير البرتقال الطازج من صنع يديه.

كان العصير لذيذ الطعم، استشعرت معه الحب والحنان والأمان... ،
كان مشروباً سحرياً أنساها كل ما كان... ،
انتهت منه وانتهي معه شعورها بالضيق... ، وأصبحت ابتسامتها أكثر صدقاً... وانطلقت معه في حديث يملأه الحب والاطمئنان...

وربما قصت عليه بعض الأحداث ولكن بهدوء وراحة.... لم يأخذ الحديث عن العمل سوي دقائق عابرة... ربما لو ظلت صامتة لكان حديثها جافياً وبقيت متوترة تكتم ضيقها وتخفيه.



قد يكون الفصل بين الحياة العملية والحياة الشخصية أمراً هاماً يحفظ للبيوت هدوءها وسكينتها... ولكن ما لم يكن الشخص قادراً على ذلك فعليه أن يشرح الأمر لشريكه... يوضح له أنه قد مر بيوم صعب... يجعله يدرك أن ردود أفعاله ومشاعره ناتجة عن مواقف مر بها خارج المنزل ويحتاج أن يتكلم عنها حتي يهدأ... وحتي يتسني له أن يبدأ يوماً جديداً داخل منزله مع رفيق حياته... 

هذا أفضل بكثير من الإدعاء بأن كل شيء علي ما يرام... 
هي لحظات استماع يهون بها كل منا علي الآخر ثم نلقي بكل ما كان وراء ظهورنا لنبدأ يومنا الحقيقي سويا.

ذلك الفعل الطيب البسيط في مادته الثمين في قيمته أسعد يومها...
كأنه يقول لها أيا كان يومك فلا بأس أنا هنا...
 أنصت إليك... أضمك إلي فتطمئني... لا بأس.

4‏/7‏/2018

أتكون الفرصة؟!

هى فقط تتمني أن تأتيها الفرصة لتجد نفسها وتعمل ما تحب...
ربما قصرت فى السعي ولكنها لم تكن تدري كيف تسعي؟!!
والدعاء الذي يتردد علي لسانها اللهم ارزقنا السعي فى الطريق الصحيح ونور بصيرتنا

لعلها الفرصة التى تنتظرها ؟!
أيمكن أن تكون كذلك ؟!
لتفتح لها باباً ربما جاءت لتخرجها من ذلك السجن الذي أجبرت نفسها عليه
ربما الفرصة هى من تفتح لها الأبواب كلها...
وأولهم باب الخوف 
الخوف الذي لا قيمة له أمام رحمة الله

26‏/4‏/2018

حشرة نافعة !

اليوم هو الخميس وكعادة الخميس أكون بمفردي حيث اعتادت زميلتي أخذ هذا اليوم إجازة من العمل... ومثل روتين كل يوم أدخل الغرفة أفتح النافذة وأقف لثواني معدودة أحدث نفسى بأن اليوم سيمر بخير :)
ذهبت لترتيب بعض الأغراض وعدت ثانية بجوار النافذة ونظرت للأرض لم أكن بمفردي :)

وجدت هذه الحشرة الغريبة التى أجهل هويتها تقف ساكنة على الأرض... فى البداية انتابني بعض الخوف من أن تكون حشرة لادغة ولكنى اقترتب منها فقد جذبتني بألوانها وتفاصيلها الدقيقة... الأصفر مع الأسود فى زخرفة رائعة سبحانك ربى ما خلقت هذا باطلاً.
التقطت بعض الصور لها... لم أكن أعلم إذا كانت حية أم لا فهي ساكنة حتي بعدما اقتربت منها... ولم أدري ما إذا كانت طائرة ؟!
وإجابات هذه الأسئلة كانت تزيد قلقي...فأنا أحبها ما دامت بعيدة عنى :)

قررت أن أتعامل معها بطريقة أخري... هى بالتأكيد تائهة... ضلت الطريق ودخلت عبر النافذة ولا تعرف طريق العودة... إلى عالمها... فهى لا تنتمى لغرفتى بالتأكيد... كما أعتقد أننى لا أنتمى إليها أنا الأخرى !!!
أمسكت بورقة صغيرة... واقتربت منها وأنا قلقة حذرة من أية حركة مفاجئة... تحدثت إليها صراحة أنا لن أؤذيك فقط سألقى بك من النافذة :) وأرجو أن تطيري :)
كانت حركتها كبقية الحشرات مقشعرة جدا وأظننى لا أخاف ولكنى أشمئز من تلك الحركة السريعة المرتعشة... صعدت على الورقة وبسرعة توجهت للنافذة وحركت الورقة كانت ممسكة بها بشدة حتى فردت جناحيها وطارت... فى مشهد أكثر من رائع.

عن ذلك الإحساس الذى انتابنى وقتها... راحة وسعادة...شعور لا يفرق كثيراً عن مساعدة البشر... كانت أجمل ما حدث بيومي... وأظننى أجمل ما حدث فى يومها... فقد كنت سببًا أن تعود إلى عالمها وتواصل عملها هى الأخرى.

عندما حكيت لأبى تلك القصة.... قال لى خير ما فعلت معها... فلعلها حشرة نافعة :)
أصبت يا أبتى... قد يكون نفعها أكبر من نفع إنسان... مَن يدرى ؟!!

فرصة سعيدة أيتها الحشرة الغريبة :)