أسرعت في مشيتها وركبت علي فرسها...وجرت به هاربة مما ورائها....أمسكت بلجامه ودموعها علي وجنتيها ساقطة.... وشعرها يتطاير مع نسمات الهواء الهادئة.... وسرت به بعيداً بعيداًُ عن مرمي البصر...
حتي أوقفته إلي جوار بحيرة صغيرة...فنزلت عنه وهي ممسكة بأغراضها...وذهبت إلي حيث الماء العذب يجري وينحدر... أخذت المياه في يدها تقع...حتي بللت بها وجهها ونظرت في المياه حيث ظلها....وبكت...ظلت تنظر لوجهها لحظات ولحظات... حتي افاقها صوت فرسها...فذهبت إليه وقربته إليها في حنان...وأخذت تحس علي رأسه حتي هدأ وشعر بالأمان...
ثم حملت أغراضها وركبت عليه...ولكن هذه المرة لم تسرع في مشيها...بل كانت هادئة متأملة لما حولها...لا تعرف ان كان ما فعلته صواب كان أم خطأ...
وحين قربت الشمس أن تغيب....وقفت بحصانها...عند شجرة كبيرة....فنزلت وجلست تحتها.... وانشغل حصانها بأكل العشب في هدوء بمفرده...
ظلت تفكر وتفكر حتي غلبها النوم واستسلمت...نامت حتي الصباح لما طلع... وأيقظتها أصوات العصافير المغردة... ورأت لجوارها حصانها يلاعبها...فقامت إليه مبتسمة ناسية همومها...ظلت تلاعبه وكأنها طفلة في بداية عمرها....
وأخذت تجري وفستانها يتطاير حولها....ثم وقفت رافعة رأسها لأعلي...أغلقت عيناها ونظرت للشمس...فشعرت بدفئها علي وجهها الصغير...ثم ما لبث حصانها أن عاد إليها...ولكنها اوقفته وتحدثت إليه بما في نفسها.... وكأنها تذكرت كل شيء في لحظة واحدة.... لحظة اخذت منها ابتسامتها وفرحها...وأعادتها لحزنها وضيقها...
حدثته بانها كانت هاربة... من اي شيء؟؟!!! ...أجابت وكأنه قد سألها...هربت من الواقع المرير...الذي صُدمت فيه...مشت حوله قائلة...كنت أعيش في أحلامي غير مدركة أنها أحلام....فاستيقظت علي الواقع وكأنه كابوس....توقفت عن الحديث لحظات...فنظر إليها حصانُها وكأنه مستمع.. فأكملت وهي تبكي وصوتها كله شجون وأحزان.....
لكم أتمني أن يكون الواقع هو حلم من احلامي أعيشه....لقد صدمت كثيراً في تلك الحياة المخادعة....التي تخدعك ببريقها الزائف... فتجري وراءها وهي فانية لا بقاء لها...وصدمت في أناس كثيرون يعيشون بها.....وصدمت في نفسي مرات كثيرة...كنت أحسبها غيرهم... ولكنها لبست لباسهم...وقلدتهم فوقعت مثلما وقعوا....وحين أصلحتها...لم تستمع لصوتي ربما كان خافتاً...وسمعت أصواتهم فوقعت ثانيةً وثالثة...كنت أحدثها ألن تتعلمي؟؟!!... وأبكي لربي ...فأصبح علي ما فعلت نادمة...وأدعوه الهداية... فيهدني...
ابتسمَت ونظرت لحصانِها...فعلي صهيله... فرحاً بعودة ابتسامتها لوجهها...
فقالت سأعود لهذا الواقع الذي ولدت فيه....أواجهه بإيماني وصبري....ولن أضعف أمامه او اعجز...وان كان.. فإن ربي هو الملجأ... ركبت حصانها وامسكت اللجام وأســرعت...
وعادت للواقع بابتسامةٍ جميلةٍ...تأمل لو انها تظل دائماً....وقالت لنفسها....لنجعل هذا الواقع المظلم حلماً من أحلامي...أنوٍره بإيماني... وعاهدت نفسها بألا تحلم بالكثير وأن ترضي بالواقع وان كان قليل...حتي لاتصدم مرة اخري...
فمن لا يصلح ما وراءه...لن يحقق ما أمامه...
يا سلام علي الابداع تسلم ايدك
ردحذفبفرح جدا وانا اقرأ كلماتك...
ردحذفشكرا علي تعليقك بجد نورتي....