كم من الجميل أن يجلس المرء في وحدة وعزلة تامة بعيداً عن الناس...ويفكر في نفســـه فقط...يفكر كيف كان منذ بضع سنوات...وكيف صار بعدها..؟؟؟ يتذكر ماذا كانت أحلامه وقتها...؟؟ وهل حقق منها شيئاً..أم لازالت أحلاماً حتي اليوم...
يتذكر كيف كان يفكر وبأي طريقة يتعامل مع الناس...؟؟ وبأي طريق كان يســير..؟؟؟ والآن كيف يعامل الناس؟؟ وأي طريق يســلكه في حياته....
ما المشــــاعر التي كانت تســـيطر عليه وقتها وهل تغيرت أم لا زالت إلي الآن تقيده ؟؟!!!...
ماذا الذي كان يتلهف عليه ويريده بشــدة هل ظل كما هو..؟؟ أم تمســك بشيء آخر...؟؟
كيف كانت علاقته بخالقه ؟؟؟ وفيم قصر معه جل وعلا... هل ظل هكذا أم سعي لرضاه وتجنب ســخطه...؟؟؟
هل كان متمســك بسنة المصطفي صلي الله عليه وســلم ..؟؟ أم تركها وإلي الآن يتركها ؟؟؟
صدق من قال أن دوام الحال من المحال...نعم فما من شيء إلا ويطرأ عليه التغيير...إما للأسوأ للأسف...وإما للأحسن.... ومع ذلك نجد أن في بعض الأمور يخيم السكون ولا يتغير حالها...
والإنســـان بطبيعة نشأته...تطرأ عليه التغيرات...فيولد رضيعاً..ثم يصبح طفلاً...فشاباُ...وسنوات فيصير رجلاُ...وســنوات..ويصير شيخاً...
وفي كل مرحلة من هذه المراحل يكون التفكير مختلف....من تفكير طفولي إلي تفكير ناضج قادر علي فهم الخير من الشــر... والصــواب من الخطأ... والطاعــة من المعصــية...
من المهم ان نعرف كيف تغيرنا في مراحل حياتنا...؟؟؟؟ وفيم تغيرنا ؟؟؟
ونفكر كيف ســـنصبح بعد ســـنوات أخر...؟؟؟ نفكر في مَن هم أصغر منا وأننا كنا في مثل سنهم...كيف ينظرون لمن هم اكبر منهم... وكيف يجب أن يكونوا من هم أكبر منهم...أي نحن...
اذا فكرنا في هذه الأمور ســنصلح من انفسنا كثيراً...ولن تتراكم عيوب كل منا الواحد تلو الآخر...اذا ما أصلحنا كل منها في وقته...
فما يكبر معنا ويتأصل فينا يصعب تغييره... اذا فعلنا هذا ســـنكون قدوة لمن هم اصغر منا...وســـنكون لهم مثالاً مكتملاً يرونه ويسيرون علي خطاه....
وســـنكون قادرين علي اســكتمال مســيرتنا في الحياة...لتنفيذ ما خلقنا له من طاعة وتعمير في الأرض...بنفس راضية قانعة مؤمنة.. وقلب كبير يتحمل مشـاق الحياة...وعقل ميزه بنا الله..يفكر ويزن الأمور...
وما أجمل من أن يصاحب هذه التأملات... ذكر الرحمن مالك القلوب... وذكر رســـوله الكريم قدوتنا في هذه الدنيا..خير الخلق والأنام.. عليه الصلاة والسلام...
قال تعالي :
" إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفســهم "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق