بســـــــــم الله الرحمـــــــــن الرحيـــــــــــم

16‏/8‏/2009

أميرة الأوهام...



منذ أن ولدت وكل من يراها يقول أنها جميلة الجميلات...وكانت وهي صغيرة...حين تســمع كلمات المدح تخجل وتحمر وجنتيها... وتداري وجهها في عباءة امها...ولكنها...ما إن كبرت وصارت شابة....وعرفت معني الجمال ومعالمه...فكانت تسمع كلمات الفخر من اهلها بجمالها.. فتغتر..وتتباهي أكثر وأكثر أمام كل من تعرفه....تركتها صديقاتها...بســبب كبرها وغرورها...

وهي علي العكس لم تشــعر بالوحدة من بعدهن...لقد كانت علي يقين أنها ســـتكون اميرة من الأميرات...ويأخذها الفارس علي حصانه... فما من أحد تقدم لخطبتها إلا ورفضته إما لأنه ليس جميلاً مثلها..أو لفقره...او ..أو...تعددت لديها الأسباب...

وكانت أمها تريد أن تفرح بها وبجمالها...بأن تتزوج...وكثيراً ما حدثتها في هذا ولكنها كانت تقول باقتناع تام..أنه ســيأتي من يقدر جمالها..

ولم يكن بيد امها إلا أن تدعي لها..

وفي يوم .. سبحت في خيالها الواســـع...وكأنها تســمع كلمات جميلة رقيقة تصف جمالها...تحدث إليها شخص..بأنه قادم إليها..قريباً..

فلما أفاقت من حلمها..أسرعت وأخذت تكتب كل ما تذكرته من كلام رقيق ســمعته...وظلت تعيش في عالم آخر...عالم الأحلام...

وتوالت أحلامها التي هي من نسج خيالها....

فكانت تتحدث لنفسها كثيراً..وتعمل علي ان تظهر دائماً جميلة...بل أجمل من الجمال...

حتي حلمت به يقول انه قادم اليوم...انتفضت من نومها...وأسرعت فجهزت نفسها...ذهبت لأمها..قالت لها إنه قادم...وكل وجهها ينبض بالفرح والســعادة...

قالت لها أمها من ؟؟ ومتي؟؟؟...اجابتها : فارس الاحلام...الأمير قادم..اليوم...

فتساءلت أمها : أي أمير هذا ؟؟؟ ومن قال لك؟؟؟ هل أنت بخير يا ابنتي ؟؟؟

نظرت إليها...قالت : نعم أنا بخير...وهو سياتي...نعم سيأاتي...هو بنفسه قال لي...

لقد كانت أمها تعلم بان ما من احد سيأتي...وكان قلبها يخاف علي ابنتها كل الخوف...من تلك الأحلام الفارغة...

ذهبت الفتاة لغرفتها...وظلت أمام المرآة ساعات وساعات...وتجرب من الفساتين المئات...حتي وقعت عينيها علي ورقة صغيرة...ملقاة علي الأرض...حاولت أن تتذكر ماهي؟؟ مدت يدها وفتحت الورقة...

انه خط يدها...كلام كثير...أخذت تقرأ كل كلمة وقلبها ينبض نبضات متتالية ســـريعة..وصوت انفاسها يعلو ويعلو..إنها ورقة الحلم...أول حلم حلمت به...الكلام الرقيق الذي جعلها تعيش اوهاماً لا نهاية لها...نظرت لتاريخ كتابته...انه من شـــهور...

من شهور تعيش هذا الحلم الضائع....من شـــهور وهي تسـتعد للقائه....تصدق أحلامها....وتصدق جمالها....ونظرت حولها ما من أحد يحس بما تحسه...حتي أمها....فهي فقط من كانت تعيش الحلم....كانت في عالم آخر غير عالمهم...ومن حولها الفتيات سعيدات هانئات...

وهي.....سعيدة هانئة بحلم لا حقيقة له....

أخذت تبكي ولم يسمع أحدهم بكائها...تذكرت كلمات امها...ومن قبلها أعز صديقة لها...كن إلي جوارها...فرحين بجمالها...

ذهبت لأمها....ووجدت بعض الصديقات...نادتها احداهن ... يا جميلة الجميلات...احمرت وجنتيها من الخجل...ليس خجلاً من جمالها..ولكن خجلاً من قلبها...الذي رســـم لها حقيقة زائفة....ولم تعرف أين تداري وجهها...؟؟

ذهبت لغرفتها...فكانت هي ســـجنها...ومنبع احلامها......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق