بســـــــــم الله الرحمـــــــــن الرحيـــــــــــم

11‏/8‏/2011

الصغير



ربما يعرف معظمنا مقال الصغيران للرافعي..والذي يُدرَس في مادة اللغة العربية للثانوية العامة..يحكي فيه الكاتب عن طفلين ضلا الطريق وتاها عن أهلهما فظلا يبحثان في وجوه الناس عن أبيهما وأمهما..ولم تهدأ قلبيهما إلا برؤية أمهما.

كنت أتســاءل عن حقيقة شـــعور الكانب حين رأي الطفلين..ولكن شــعرت بما شــعر حين رأيت ذلك الصغير..نعم صغير وبمفرده وقدر الله له ألا يكون طبيعياً..رأيته حين كنا في النادي..وإني أتعجب من أبويه اللذين قد تركاه بمفرده ولكن الله أعلم ما عذرهما.

قد وجدت ذلك الطفل يمشي وحده باكياً بكاءًا هيسترياً ويمضي بين الناس ينظر في وجوه كل النساء اللاتي حوله لعله يجد أمه بينهن قد دمعت عيناي لما رأيته وقد نظر إلي وأردت لو أضمه إلي وأهدأه ويالرحمة الله..وجدت طفلاً آخر في مثل سنه أو أكبربقليل يمسك بيديه ويهدأه ويطمئنه بأنهم سيجدون أمه وأم ذلك الطفل تنادي عليه ولكنه يأبي أن يترك الطفل الصغير وحده ولم يتركه إلا وقد وجد أســرته..

سبحان الله إن عالم الأطفال غريب حقاً..فلو لم يجدون الوجوه المألوفة حولهم يحسبون أن كل من حولهم وحوشاً لا أمان معهم..ولكن ذلك الطفل وجد أمانه مع طفل في مثل سنه وتلك هي الفطرة..فهو بريء مثله لن يؤذيه..والطفل نفسه يبكي وهو لم يخرج من النادي..أي أن أهله في نفس المكان معه..ولكن ما أدراه وهو الصغير لم يخرج لذلك العالم القاسي..الذي لا ملاذ فيه إلا إلي الله الرحيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق